داء ألمّ فخلت فيه شفائي
من صبوتي فتضاعفت بُرحائي
يا للضعيفين إستبدا بي وما
في الظلم مثل تحكّم الضعفاء
قلب أذابته الصبابة والجوى
وغلالة رثت من الأدواء
والروح بينهما نسيم تنهد
في حالي التصويب والصعداء
والعقل كالمصباح يغشى نوره
كدري ويضعفه نضوب دمائي
هذا الذي أبقيتيه يامنيتي
من أضلعي وحشاشتي وذكائي
إني أقمت على التعل بالمنى
في غربة قالوا تكون دوائي
إن يشفي هذا الجسم طيب هواءها
أيلطف النيران طيب هوائي؟
او يمسك الحوباء حسن مقامها
هل مسكة في البعد للحوباء؟
عبث طوى في البلاد وعلة
في علة منفاي لإستشفائي
متفرد بصبابتي متفرد
بكآبتي ومنفرد بعنائي
شاكي الى البحر إضطراب خواطري
فيجيبني برياحه الهوجاء
ثاوي على صخر أصم وليت لي
قلباً كهذه الصخرة الصماء
يا للغروب وما به من عبرة
للمستهام وعبرة للرائي
ولقد ذكرتك والنهار مودع
والقلب بين مهابة ورجاء
فكأن آخر دمعة للكون قد
مزجت بآخر أدمعي لرثائي
وكأنني آنست يومي زائلاً
فرأيت في المرآة كيف مسائي
مناسبة القصيدة في عام 1902م أُصيب خليل مطران بمرض انتقل بسببه
إلى الإسكندرية للاستشفاء، وعندما تضاعفت آلامه، لجأ إلى الشعر يعبّر
عن مصابه وألمه في قصيدة المساء بأسلوب شعري تميّز بقوة العاطفة
وصدق الوجدان.