من يترقب الصباح صابراً يلاقي الصباح قوياً. صباح من رحيق إحساسكم،
ومن نشوة أرواحكم، من حفيف أمسياتكم، صباح تسكنه أمواج مزاجكم
ببنفسج الحرف وعذوبة الفرح. الذين لا يعرفون الصباح هم الذين سهروا في
الليل فضيعوا الصباح، عشقوا السواد فتنكر لهم البياض، ومرت عليهم
الصباحات الجميلة وهم في نوم طويل، لا يحسون بالصباح المضيء الذي
بدّد الظلام وأشاع البياض، لقد تركوه للعصافير السعيدة التي أنشدت فيه
بلغاتها المتنوعة: أنشودة الصباح الجميل وكأنها أكثر من الإنسان إدراكاً
للصباح وأشد إحساساً به وأكثر تمتعاً بجماله. أيّها الصباح، ما أجمل فيك
الأمل، ما أجمل أن نراك نقطة صفر للانطلاق من جديد، نطوي صفحات
الماضي لنفتح بك صفحة جديدة.
ما أجمله من صباح ما أروعه من يوم وما أطيبها من ساعات. صباح الحب
لكل الأشياء الجميلة حولنا، ولتلك الأماكن التي ضحكنا بها كثيراً، وللقلوب
التي تحمل البياض في روحها. وأنت مني كروحي بل أنت منها أحب، وأنت
للعين عين وأنت للقلب قلب، صباح الورد.